04‏/03‏/2013

غُـربـة - قصة



0

  انتهت للتو المحاضرة المعتادة المملة, هبطت إلى ساحة الكلية, بحثت عنه فلم أجده, هاتفته فقال ليس بعد, نظرت للساعة ثم تجولت وحيداً قليلاً, صباح الخير … صباح النور - من هذا؟! لا أدري -  كيف حالك؟ … في خير حال, أطرقت و جعلت أفكر كيف سأقضي الوقت حتى ميعاد المحاضرة التالية, ثم نظرت للساعة, ما الذي أتى بهذه الشجرة إلي هنا في منتصف الساحة؟! كيف لم ألحظها من قبل؟!, يتصافحون … يتضاحكون … يتجاذبون أطراف الحديث … ملاطفة … مداعبة, جلست منزوي في أحد الأركان, اخترت المكان بعناية, يوفر لي نطاق رؤية ضيق على الساحة, لكنه يحميني من الأنظار, تماماً كشيش النافذة, الأهم انه يوفر لي نطاق رؤية حتى لو ضيق, مر بعض الوقت, و مرت فتاة جميلة أيضاً بشعر مسترسل و نهود نافرة –  من تكون؟ أهي زميلة لنا؟ - مر الوقت و قد اقترب الموعد الذي حدده, ثم نظرت للساعة.

1

  من بعيد بدأ يلوح شبحه, رأيته و عرفته, نهضت و تقدمت ناحيته, إلى الشجرة التي بمنتصف الساحة حيث أعتدنا الجلوس و تبادل أطراف الحديث, و التعليق على أحداث اليوم أو عن أحد الزملاء أو الزميلات, سألته عن سبب التأخير فتعلل بالطريق, لم يتبق الكثير حتى المحاضرة التالية, سألني عما إذا كنت قد قابلت أحد الزملاء … لا أدري أو لا أتذكر, عاودت الفتاة ذات الشعر المسترسل و النهود النافرة الظهور, أليست هذه أميرة من الفرقة الرابعة؟ … أجابني بالإيجاب, قلت له أنها فاتنة … أومأ مؤيداً.

0

  لم يطل وقت مجلسنا حتى حان وقت المحاضرة المملة التالية, فـإفترقنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق