04‏/03‏/2013

غُـربـة - قصة



0

  انتهت للتو المحاضرة المعتادة المملة, هبطت إلى ساحة الكلية, بحثت عنه فلم أجده, هاتفته فقال ليس بعد, نظرت للساعة ثم تجولت وحيداً قليلاً, صباح الخير … صباح النور - من هذا؟! لا أدري -  كيف حالك؟ … في خير حال, أطرقت و جعلت أفكر كيف سأقضي الوقت حتى ميعاد المحاضرة التالية, ثم نظرت للساعة, ما الذي أتى بهذه الشجرة إلي هنا في منتصف الساحة؟! كيف لم ألحظها من قبل؟!, يتصافحون … يتضاحكون … يتجاذبون أطراف الحديث … ملاطفة … مداعبة, جلست منزوي في أحد الأركان, اخترت المكان بعناية, يوفر لي نطاق رؤية ضيق على الساحة, لكنه يحميني من الأنظار, تماماً كشيش النافذة, الأهم انه يوفر لي نطاق رؤية حتى لو ضيق, مر بعض الوقت, و مرت فتاة جميلة أيضاً بشعر مسترسل و نهود نافرة –  من تكون؟ أهي زميلة لنا؟ - مر الوقت و قد اقترب الموعد الذي حدده, ثم نظرت للساعة.

1

  من بعيد بدأ يلوح شبحه, رأيته و عرفته, نهضت و تقدمت ناحيته, إلى الشجرة التي بمنتصف الساحة حيث أعتدنا الجلوس و تبادل أطراف الحديث, و التعليق على أحداث اليوم أو عن أحد الزملاء أو الزميلات, سألته عن سبب التأخير فتعلل بالطريق, لم يتبق الكثير حتى المحاضرة التالية, سألني عما إذا كنت قد قابلت أحد الزملاء … لا أدري أو لا أتذكر, عاودت الفتاة ذات الشعر المسترسل و النهود النافرة الظهور, أليست هذه أميرة من الفرقة الرابعة؟ … أجابني بالإيجاب, قلت له أنها فاتنة … أومأ مؤيداً.

0

  لم يطل وقت مجلسنا حتى حان وقت المحاضرة المملة التالية, فـإفترقنا.

05‏/10‏/2012

هُــدى - قصة


هُــــدى

   منتصف ليل القاهرة, الواحدة صباحاً تقريباً, مازالت منطقة وسط البلد صاخبة تعج بشباب القاهرة الذي لا يهدأ ولا ينام, و فلول العائدين إلى منازلهم, بالإضافة إلي الباعة الجائلين و من ليس لهم مأوى إلا الشارع. كنا قد خلفنا من ورائنا ميدان التحرير روح الثورة, كانت وجهتنا ميدان رمسيس, و كنا قد اتخذنا في هذا السبيل شارع طلعت حرب.

   لم تكن إلا بضع أمتار قطعناها في الشارع العتيق أنا و أصدقائي حتى فاجئنا ذلك الملاك الصغير و هو مقبل علينا بخطواته الواثبة الرشيقة و ثغره البسام, كانت طفلة صغيرة جميلة في مقتبل العمر, لا تتجاوز الثامنة على أفضل تقدير, كانت تبدو متأنقة نوعاً ما, ترتدي فستان مزركش, لم يبدو عليها أبداً أي مظهر من مظاهر التشرد, أو شئ يوحي بأنها احدي الأطفال المستخدمين في الشحاذة, و أنبأني حدسي أنها متبوعة بوالديها أو أحدهما, لكني كنت مخطئ, بل أنها صعقتني بقولها:

- عمو, ممكن جنيه؟

   قالتها دون أن تفارق الابتسامة وجهها الذي يشي بطفولة بريئة, تسمرت في مكاني بلا حراك, لم أكن مدرك لما يحدث, هل هي مجرد فتاة صغيرة قررت أن تداعبنا قليلاً؟, لكن الوقت متأخر لتسير طفلها في مثل عمرها بمفردها, هل ضلت طريقها عن والديها؟ لم يبدو عليها الهلع بل يبدو و كأن كل شئ على ما يرام, هل هي مجرد شحاذة إذاً؟!. لم تظهر على أصدقائي أمارات الدهشة و التعجب مثلي, ربما اعتادوا على مثل هذه المواقف في المحروسة, أخذها احد أصدقائي من يدها و أكملنا المسير و لكن بخطوات أهدأ, سألها عن اسمها فأجابت "هدى" مازحها قليلاً لكنها كانت تكتفي بالابتسامة و مواصلة طلبها بالجنيه, بمجرد أن نالت مرادها انطلقت مسرعة - عكس اتجاه سيرنا – بنفس الخطوات الواثبة المرحة و الابتسامة الجميلة لم تفارق وجهها للحظة, لكنها تركت في أنفسنا من الأسباب ما يكفي ليصيبنا بالكدر, كنت مهموم بمصيرها وسط هذا الصخب, و جال في ذهني ما اقرأه في أخبار الحوادث من استغلال للأطفال, و سرقة أعضائهم و التجارة بها, أو حتى استغلالهم جنسياً.

  رمقتها بنظرة أخيرة و كأنها نظرة الوداع حتى ابتلعها ميدان التحرير, و لم أكن اعلم في حقيقة الأمر أهي من يحتاجنا؟ أم نحن من بحاجة إلى "هُـدى"؟ 

تمت

24‏/08‏/2012

عن الحب ....... و بلاويه D:


   هو حد لاحظ غيري ان كل اللي بيحبوا متعذبين و طالع دين اهاليهم؟؟ انا تقريبا كل اللي اعرفهم بالشكل دة, كلهم اما في علاقات فاشله او علاقات قربت تفشل, و كلهم مش مرتاحين مع الطرف التاني, مع انهم بيحبوه و اظهروله دة كتير, بس الطرف التاني مش بيكون في دماغه تقريبا, او شايفله شوفه تاني.

   جيت انام الناهردة مجاليش نوم و قعدت ع السرير افكر و افتكرت الموضوع دة, و مش عارف ليه جه في دماغي تشبيه الحب بحوادث العربيات ع الطريق - هتقولي افتكرلنا خير هقولك الحب أعمى و الحوادث بتحصل نتيجة عمى السواقين D: - انا اول حاجة جت في دماغي ان لو في علاقة حب ناجحة بين طرفين ( عربيتين بقى حسب تشبيه الحوادث ) لازم العربيتين يخبطوا في بعض بالوش يعني كل عربية جاية ف الاتجاه المقابل للتانية, و يكونوا مظبوطين على بعض تمام يعني رايحين لبعض بالمللي, في الحالة دي هنحصل على اكبر عدد من الضحايا و العربيتين تقريبا هيبقوا حتة وحدة, احم احم انا عارف اني سرحت في الحادثة D: بس اللي عايز اقوله ان انجح علاقة هي العلاقة اللي بيكون فيها الطرفين عايزين بعض و مقبلين على بعض, و دي حاجة بتخليهم يلتحموا مع بعض و يبقوا حتة وحدة, و معتقدش ان ف النوع دة بيكون فيه عذاب, لأن الطرفين بيراعوا شعور بعض.

   ممكن برضو تبقى ماشي ع الطريق و تشوف عربية و تعجبك في اخر الطريق هناك و ماشيه في نفس اتجاهك, هتحاول تسرع علشان تحصلها و تخبطها, و دي هيحصل فيها حاجة من اتنين, اما هتقضي عمرك كله تجري وراها و مش هتحصلها, او ممكن تخبطها فعلا بس مش هيبقى بقوة و تأثير المثال الأول, و ممكن في اي لحظة انت تهدي فيها العربية التانية تسحب و تسيبك, اعتقد مفهوم من المثال دة هتبقى ايه شكل العلاقة بين الطرفين, و دة تقريبا النوع اللي بيبقى متعذب و عيشته ضنك, بكل بساطة انت ماعرفتش تختار اللي عايزك زي ما انت عايزه, لو كان عايزك كان هيقربلك او هيهديلك, لكن دة ماحصلش, انا مش بقول ان الناس تحاول مع اللي بتحبه علشان تكسبه, بس اوقات كدة المحاولة بتوصل لطريق مسدود, و ساعتها لازم تلف و ترجع و تشوف اللي هيجري عليك زي ما انتي هتجري عليه, و دي ماقوله بتوضح اللي اتكلمت عليه "الحب محاولة لاختراق كائن آخر، لكنها لا تنجح إلا إذا كان الاستسلام من الطرفين".

   و بالنسبة لناس كتير و انا اولكم, صعب جدا ان الواحد يسيب حد بيحبه حتى لو التاني دة مش بيبادلنا الحب بنفس الدرجة او مش بيبادلهولنا خالص, بس الموضوع محتاج ان احنا نحب نفسنا شوية, و نبقى مؤمين انها تستاهل احسن حاجة, و الحاجة النص نص ماتنفعش معاها .... اعتقد كمان ان كل الكلام اللي فوق دة يمشي على علاقة الصداقة برضو.

   بس انا اكتر حاجة محزناني و انا بكتب التدوينة دي ان سكة الحب في مصر طريق اتجاه واحد, و نادر ان يحصل فيه حوادث زي اللي ف المثال الاول, ولا حتى التاني, في مصر الجواز بقي تجارة و اغلب قصص الحب بتفشل بسبب الظروف الاجتماعية و الاقتصادية, و ربنا يخليلنا جواز الصالونات, اللي أهم مبدأ فيه ان الحب بيجي بعد الجواز.

  

05‏/08‏/2012

في البدء كان الدم

دي محاولة شعرية "او مش عارف بيسموها ايه" كنت كتبتها من مدة بس معجبتنيش و فضلت في المسودة من غير نشر, بس انا فكرت من يوم كدة اني مش بكتب في مجلة ولا جرنال يعني علشان اكتب الحاجة perfect فقررت اني هنشر اي حاجة حتى لو ملهاش لازمة,

في البدء كان الدم
بيسيل على الاسفلت
في البدء كان شهيد
يبكي الدموع دم
ف البدء كان وطن
متهان و متمرمط
مسروق و متكدر
في البدء كان عسكر
حبسونا في معسكر
و الضرب كان نازل
بالحي و الخرطوش
و الدم كان سايل
ع الشال و ع الاسفلت
و الارض كانت تتروي
بدل الميه الدم
يموت الشهيد
وتطرح الأرض بدل الشهيد
ألف


في البدء كان خالد
في البدء كان مينا
الجنسية : مصري
و الدين : برضو مصري
و المهنة : حشاش او بلطجي
ااه يا بلد فيكي الثورجي
بقى بلطجي
و اللي يطلب بحقه
يبقى اونطجي

في البدء كانت ثورة
قلبوها لمغامرة
بس العيال السمرة
حية و مش بتموت
و الفكرة في خيالهم
تصرخ بعلو الصوت
دي الثورة كانت فكرة
ولايمكن تموت




27‏/06‏/2012

نصف عقل - نصف إنسان ( 1 )


   لم تكتفي تلك الايام التي نعيشها باسقاط الاقنعة الثورية الزائفة عن بعض الوجوه فقط, بل ايضا امتد اثرها ليكشف لنا عن مخلوقات مشوهه, إن صح التعبير ( أنصاف بشر و أنصاف عقول ).

    تلك المخلوقات التي أشبعتنا صمتاً طوال عاماً و نصف, او تلك الاخرى التي أشبعتنا حماقات و ترهات من عينة ( كفاية خربتوا البلد, دول بلطجية, دول مش شهداء ), فالأول لم تهتز له شعره لمشاهد القتل و السحل و لم يصل الي ادراكه مفهوم و عقيدة و فكر الثورة, و الثاني خائن للثورة و الثوار و ان لم يكتفي بالصمت بل وصل به الحد اللي الاستهتار بأرواح من هم أنقى و أطهر منه, من فضلوا المصلحة العامة على مصلحتهم الشخصية, اعتقد ان كلا المثالين لا يستحقوا لقب بشر او انسان في رأيي, لأن ما ان يصل بانسان الحد الي ان يناقش شرعية قتل هؤلاء الابرياء من عدمه او الشماتة من قتلهم لأنهم مختلفون معنا سواء ف الموقف او الفكر او العقيدة, نكون قد وصلنا حينها لنقطة انعدام الاخلاق و انعدام الانسانية.


    ثم يأتي وقت الانتخابات و كلما ازدادت حدة الصراع بين المرشحين ازداد معدل الهرتلة و الحماقات السياسية بين الأنصار و المؤيديين, و ترى تحولات غريبة في ميول و عقليات الانسان المصري, فتٌفاجأ بالصامتين الغير مبالين بأحوال البلد و قد تخلوا عن صمتهم اخيراً و للأسف ليس لنصرة الحق او نصرة الثورة او اهتزت مشاعرهم المتبلدة اخييييراً لالالا حاشا لهم ان تهتز مشاعرهم ان لم تهتز مصالحهم, او أن تهتز مشاعرهم لمن ليس منهم, على الرغم ان الكثير منهم قد أشبوعنا كلاماً عن المحبة و التسامح لكن قلوبهم ممتلئة كرهاً و حقداً, يرتدون ثوب الفضيلة و يتقمصون دور الضحية, لكن فضيلتهم لم تمنعهم من مناصرة الظالم على حساب المظلوم خوفاً على مصالحهم الشخصية و إن إدعو أن الهدف هو المصلحة العامة, لكن المتابع لتلك الكائنات أنصاف الأنسان يجد انها لم و لن تنحاز إلا لمصلحتها فقط, كما لم تمنعهم فضيلتهم ( المزعومة ) من مهاجمة كل من خرج عن فكرهم و رأيهم و وصفهم بأنهم غير مدركين للموقف او أنهم مجموعة من ( المضحوك عليهم ) بشعارات الثورة الزائفة و لا يكتفون بهذا بل يصل الحد الى اتهام أصحاب الاراء المضادة بخيانة البلد, هم لا يجادلوا أفكارك بل ينصب كل تركيزهم في أسلوب حديثك لأنهم ببساطة لا يتملكون فكراً ليجادلونك به, بل يتصيدوا لك الاخطاء ليقولوا( هذا شباب الثورة انظروا معي كيف يتحدث, دعاة الحرية و الديموقراطية يريدون فرض أرائهم علينا, ..... الخ ) و الكثير من هذا القبيل, و يتميز اسلوب حديثهم بالمراوغة و القفز من نقطة الي الأخرى دون أن يعطونك اجابة واضحة او مقنعة لتساؤلاتك فقط اجابات مبهمه او غير منطقية لا يقتنع بها احداً سواهم, ثم يطالبونك بأن تقتع او ان لم تقتنع أصبحت متصلب الرأي, هم أيضاً يرفضون أي محاولة لتوضيح وجهة نظر مخالفه لهم, و هذا الحال مع الكائنات انصاف العقول و أنصاف البشر, صمتوا دهراً و نطقوا كٌفراً.

   من الملاحظ ان الحديث في الفقرة السابقة كان موجه ناحية انصار مرشح بعينه, قد يجد لهم البعض مبرر الخوف او الجهل و قلة المعرفة, قد أتفق مع هذا الرأي أحياناً كثيرة, لكن من الملاحظ أن الموضوع قد تخطي تلك المرحلة, فنجد أن من لم تهتز مشاعره او من يتأثر بمشاهد القتل و السحل قد اهتزت مشاعره أخيراً لخروج هذا الرجل من السباق الرئاسي, و من لم يفكر في نشر صورة او خبر او شارة حداد على أرواح الشهداء على المواقع الاجتماعية نجده يسارع في نشر صورة المرشح المهزوم, بل قد تجد وصلات من الشعر و المديح في مدى حكمة و عظمة و أناقة هذا الرجل, الذي كان سينقذ مصر من الحجاب و التخلف و ينقلها الى الحضارة, و في احيان ليست بالقليلة تحول هذا الرجل الي مخلص, بل حتى بديلا عن الله, ألم أقل لكم انها كائنات انصاف عقول و انصاف بشر.


و للحديث بقية .................



  


17‏/05‏/2012

عن اللي ضحى بنفسه .. و اللي مش بيفكر غير في نفسه

  حد يفتكر واحد اسمه خالد سعيد؟؟!! طب مينا دانيال؟؟!! 
  طب حد يسمع عن شيخ جليل اسمه عماد عفت؟؟!! ولا عن طالب في كلية طب اسمه علاء عبد الهادي؟؟!!
  حد يسمع عن الناس دي؟؟!! حد يعرف هم فين؟؟!! حد يعرف ماتوا ازاي؟؟!! طب ماتوا ليه؟؟!!
  حد يسمع عن حاجة اسمها ثورة؟؟!! طب اتعملت ليه؟؟!! و فين؟؟!! و ازاي؟؟!!
  طب اللي عملوها كانوا عايزين ايه؟؟!! حد عارف كام واحد مات فيها؟؟!! و مين اللي قتلهم؟؟!!
  و مين شاف قتلهم و خرس؟؟!! و مين وقف يتفرج؟؟!! و مين قال انا مالي؟؟!!
  حد عارف كام ام مش هتشوف ابنها؟؟!! ولا كام طفل صغير هيطلع للدنيا مش هيلاقي والده ولا والدته؟؟!!
  حد عارف كام واحد اتحكم عليه مايشوفش النور بعنيه تاني؟؟!!
  حد عارف كل الناس دي قدمت التضحيات دي ليه؟؟!! ايه قضيتهم؟؟!! و ايه مطلبهم؟؟!!
  
  للأسف ان مش كتير يعرف يجاوب ع الاسئلة دي, و اللي بيعرف يجاوب عليهم صح قلة مندسة, و الباقي اما مش عارف او عارف غلط و مش عايز يعرف الصح, او مش فارقه معاه يعرف اصلا, عايش كدة ف الطراوة, بياكل و يشرب و ينام و يصحى و يضحك و يهزر, مايفرقش كتير عن الحيوانات, لأن ببساطة اكتر شئ بيميزنا عن الحيوانات اننا عندنا عقل نفكر بيه, طول ما انت مش بتستعمل عقلك كدة, يبقى انت ماتفرقش كتير عن الحيوان, انا دلوقتي بتكلم عن الناس اللي مش بتفكر خالص و مش عايزه تتعب نفسها.

  المشكلة بدأت معايا لما حسيت ان دم كل الناس دي راح هدر, انه ضحى بروحه و ف الاخر مافيش نتيجة, الشعور دة مجاليش من حالة العك الثوري و السياسي اللي وقعنا فيها اعداء الثورة, سواء الفلول او المجلس العسكري, الحالة دي جتلي لما شوفت حالة الشارع, و حالة الناس او شريحة كبيرة منهم, و خصوصا بالنسبة لموضوع الانتخابات, و ان في نسبة كبيرة هتنتخب مرشحين فلول.

  تخيل معايا كدة لو كل الشهداء دول يقدروا يعرفوا ايه اللي بيحصل ف البلد دلوقتي ( مجرد تخيل انا فعليا معرفش دة ممكن يحصل ولا لأ ) تخيل لو الشيخ عماد في قبره عرف انه ضحى بنفسه علشان احنا نمسك البلد لأحمد شفيق ولا نرجع عمرو موسى, انا شخصيا متخيل ان الشيخ الجليل هيخرج عن وقاره و هيسبلنا التيييييييييييييت, اااااه بأمانة دة أقل واجب اصلا, ولا لو جبنا حد من الجماعة اللي سكتوا على قتل الشيخ عماد نفسه, في وقتها بس الشيخ عماد و كل الشهداء هيحسوا ان موتهم كان مجرد عبث, عادي يعني روح و راحت, مش فارقه مع الناس, ف الوقت دة ام كل شهيد هتحس ان ابنها مات ع الفاضي, ماحدش هيفتكره, و ماحدش هيقدر هو ليه عمل كدة.

  عارف يعني ايه اضحي بنفسي؟؟ يعني و انا في سني الصغير دة, و بكل احلامي دي فجأة مابقاش موجود ف الدنيا, و كل احلامي و طموحاتي تموت معايا, يعني اتحول لمجرد ذكرى, يعني صوتي اللي كان بيزعج ابويا و امي ف البيت خلاص ماعدش موجود, يعني البنت اللي بحبها مش هتلاقيني جنبها تاني, هتفكرني بس في هدية جبتها في عيد ميلادها, ولا ذكرى حلوة بينا, يعني اصحابي هيخبربوا الدنيا تحت بيتي و مش هطلع ارد عليهم زي كل مرة و اقولهم حاضر ياولاد المره انا نازل, يعني ابويا و امي اللي كانوا بيحلموا يشوفوني احسن واحد ف الدنيا, ولا كانوا بيحلموا باليوم اللي هتجوز فيه, خلااااااااااااااااااص هيبقى كل حلمهم ان لحظة وحدة بس بينا ترجع, لحظة وحدة بس, يعني مش هسبلهم ف البيت غير جهاز كومبيوتر و موبايلي و اوضتي كل مايشوفها يفتكروا ابنهم اللي ضحى بنفسه علشان غيره, بس غيره ماقَدرش.

  عارف يعني ايه كمان اضحي بنفسي؟؟ يعني اموت و اسيب مراتي و في رقبتها عيلين لسه ماطلعوش للدنيا, اتيتموا بدري, هيطلعوا يلاقوا نفسهم من غير أب, شعور سئ جداااااا, اقل حاجة كانت تتقدم للأطفال دي انهم لما يكبروا يعرفوا ان ابوهم مات علشان حاجة نبيلة, مات علشان غيره يعيش, مش يطلعوا يلاقوا نفسهم في وش نفس الخلق الوسخة اللي ابوهم مات علشان يمشيهم.

  عارف ايه المشكلة؟؟ ان ماحدش فكر زي ما انا فكرت كدة, كله بيبص لنفسه بس و بيدور على مصلحته بسسسسسس, ماحدش قال ان اكيد كل الناس دي مماتش علشان نجيب احمد شفيق تاني, لكن اتكلموا عن المصالح اللي هتعود عليهم لما يرجع احمد شفيق ولا عمرو موسى, ولا حتى لما يمسكها استبن خاين للثورة, ماحدش قال ان الثورة اتعملت علشان نبني بلد جديدة, لكن كله اتكلم عن ان الفلول عندهم خبرة سابقة, ماحدش اتكلم عن ان الناس دي كانت بطالب بحق الناس كلها و حريتها, لكن كتير قال عايزين واحد يحكم البلد بالقوة الفترة دي, قمة العبث و قمة انكار فضل الشهداء.

  و اللهي انا مافي حاجة حرقاني قد الناس اللي ماتت و ضحت بنفسها دي, انا وصلت لمرحلة انا مش عارف اعمل ايه ولا اقدملهم ايه ولا ارجع حقهم ازاي, حالة احباط و السبب ان ماحدش بيفكر غير في نفسه, مش عارف مين اللي غلطان اللي ضحى بنفسه علشان المصلحة العامة و انه خانه ذكائه في حاجة زي كدة, ولا اللي بيفكر في مصحلته الشخصية بس, ولا هو قلة وعي ولا هو اييييييه بالظبط :(

انا مش عارف


                                                                      اسمعوا الاغنية دي


                                                  الـــــــمـــــــــجــــــــد لـلــــــــشـــــــــــهــــــــــداء

12‏/04‏/2012

الراجل اللي مات و هو مامتش

    الناهردة فجأة كدة و من غير أي مقدمات, اتفاجئنا بخبر زي الزفت, قال ايه عم نجم جتله ازمه قلبية و مات, الصراحة حاجة تحزن, جت في ذهني على طول كلمة ( لماذا لا يموت ولاد الوسخة؟ ) يعني هي كانت ناقصة حد من الناس دي يموت, و طبعا الفيس كله بدأ ينقل خبر الوفاه, بس يا سيدي و وسط الزحمة و الربكة بتاعت الخبر ع الفيس و التويتر, طلع بلال فضل و نفى الخبر ع التويتر, و قال انه كلم مرات عم احمد و اطمن منها, و بعديها بشوية عرفنا ان الاشاعة دي كان مصدرها صفحة ع الفيس بوك, و هم بنفسهم كتبوا كدة بعدها بشوية انهم عملوا كدة قاصدين و انهم أول من أطلق الاشعاعة, طبعا بعد سييييييييييل من الشتيمة و السب ع الادمن المشئوم, و بعد تقريبا مئات الريبورتات ضد الصفحة ع الفيس, الصفحة اتقفلت من ادارة الفيس, و دة زعلني جداااا, علشان الصراحة شوفت ان الادمن دماغه عاليه, يمكن ااه خانه ذكائه انه ينشر خبر كاذب بالقوة دي , بس هي فكره انا اقدرها, و انا نفسي كنت هعملها, لأن اليومن دول انتشر جدا ع الفيس بوك قصص معجزات للبابا شنودة من غير أي دليل واضح, و الشعب الطيب بتاعنا مبيصدق جنازة و يشبع فيها لطم زي ما بيقولوا, انا كل اللي كنت عايز اعمله اني انشر قصة زي دي, و بعد ماتنتشر و تاخد لفتها عند الناس, اقول انها ببساطة متفبركة, سواء انا او أدمن الصفحة أعتقد كان عندنا نفس الفكرة و نفس الهدف, اننا نضرب جهل الناس في مقتل, فكرة نقل الاخبار و الاشاعات من غير أي دليل هي مشكلة كبيرة و بنعاني منها كتيييييييييييييير, منها على سبيل المثال الاشاعات و الكلام اللي طلع ع الدكتور البرادعي مثلا, و انه ساهم ف الحرب ع العراق, و انه عميل و الكلام دة, كل الكلام دة اللي احنا مش بنحبه طلع بالطريقة دي, و بسبب الجهل و ان مافيش حد عنده ثقافة تحري الدقة ف نقل المعلومة الكلام الكاذب انتشر, ع الفيس وقت انتشار اشاعة وفاة عم احمد, كل الصفحات نقلت الخبر بما فيها الشبكات الاخبارية, كله من غير دليل, و من غير مصدر, و لو كنا زعلانين قوي من اللي طلع الاشاعة, المفروض زعلنا يبقى بنفس الدرجة من اللي روج ليها من غير دليل, انا شايف ان حركة زي دي تخلينا نفوق و ناخد بالنا بعد كدة, و نتعلم منها بدل مانقعد نشتم ف الادمن, و الكلام ليا قبل مايكون لباقي الناس, انا مهما كنت انا جزء من منظومة الجهل, بس بحاول اغير.




تعديل : اكتشفت ان الصفحة ماتقفلتش فعلا, لكن تقريبا وقتها كانوا معطلينها عن عمد لسبب او لأخر